2/13/09

مختارات من التفسير

من صفات المؤمنين (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)


﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) من سورة الشورى


قال ابن عجيبة في البحر المديد:

( وحاصل ما اشتملت عليه الآية في رد الغضب : أربع مقامات:

الأول : قوم من شأنهم الغفران مطلقاً ، قدروا أو عجزوا ، لا يتحركون

في الانتصار قط ،وهو قوله تعالى : { وإِذا ما غَضِبُوا هم يغفرون } .

والثاني : قوم قادرون على إنفاذ الغضب ، فتحركوا في الانتصار ، ثم عفوا بعد الاقتدار ،

وهذا قوله : { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } ،

ثم قال : { فمَن عفا وأصلح فأجره على الله } .

والثالث : قوم قدروا وانتصروا ، وأخذوا حقهم ، لكن وقفوا عند ما حدّ لهم ،

وهو قوله : { ولمَن انتصر بعد ظلمه . . . } الآية .

والرابع : قوم ظُلِموا ، فعفوا ، وزادوا الإحسان إلى مَن أساء إليهم ،

والدعاء له بالمغفرة ،حتى يصير مرحوماً بهم ، وهي رتبة الصدّيقية ،

أن ينتفع بهم أعداؤهم ،وهو قوله تعالى :

{ ولمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } ،

ولذلك جعل الله هذا القسم من عزم الأمور .

.... : ثلاث طبقات : العامة ينتصرون ،

والخاصة لا ينتصرون ، لكن يرفعون أمرهم إلى الله في أخذ حقهم من ظالمهم ،


وخاصة الخاصة يُحسنون لمَن أساء إليهم )




No comments: